قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

دوره مقدماتی php
قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه
قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

قصة اهل الكهف

وَصَفَ القرآنُ الكريمُ أصحابَ الكهفِ بأوصافٍ مُحبَّبةٍ تَعكِسُ ما يَحمِلهُ شُخوصُ القَصَّةِ وأبطالُها من قِيَمٍ تُمثِّلُ مَطلبَ الإيمانِ بالله وحده، قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).

وفي خبرِ أصحابِ الكهفِ أنَّهم فرُّوا بدينِهم من مَلكٍ ظَهرَ في مدينَتهم فعبَد الأصنامَ وعبَّدَ قومهُ، فانصرفَ هؤلاء الفتية عنه إلى كهفٍ خارج المدينةِ فارّين بدينهم.

تجتمعُ الرِّواياتُ على أنَّ الفتيةَ كانوا على دينِ عيسى ابن مريم عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وأنَّ اسم الملك الكافر دَقيوس أو دَقَنيوس، واسمُ المَدينةِ التي يحكُمُها أفسوس أو يُقالُ طَرَسُوس، ومنها خرج الفتيةُ خوفاً من الملكِ على دينهم وأنفسهم، وكانَ تعدادُهم سبعةً كما رجَّحَ المفسِّرونَ استشهاداً بما ذكره القرآن الكريم، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا)، وفي ذلك قيل إنّ نفيَ التِّعدادينِ الأول والثّاني ظهر بإتّباعهما جملة (رجماً بالغيب)؛ بمعنى قذفاً بالغيب بغير تثبُّتٍ أو دليلٍ، ثم استأنف التّعدادَ ليفصِحَ عن العددِ الحقيقي، فكانوا سبعةً وثامنهم كلبهم، والله أعلم.

اقرا ايضآ:قصة اصحاب الكهف كما وردت عن امير المؤمنين عليه السلام

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

دوره مقدماتی php

اقرا ايضآ:أين يقع كهف أصحاب الكهف

 

خروجُ الفتيةِ إلى الكهف

قيل في أحوالِ الفتيةِ أنَّهم كانوا من أبناء الأكابِر أو من أبناء المُلوكِ، وأنَّهم كانوا صغار العمر، وأنَّ الملك دقنيوس كانَ طوَّافاً على مدن الرُّومِ فلا يُبقي فيها أحداً على دين عيسى ابن مريم عليه الصَّلاة والسَّلامُ إلا قتله، وكان الفتيةُ قد أنكروا ما كانَ عليهِ الملك دقنيوس وقومه من عبادةِ الأصنامِ واستخفُّوا حالهم، فذُكِروا عند دقنيوس أنَّ من أبناء حاشيتك من يعصي أمرك ويُسفِّه آلهتك، فَجمعَ دقنيوس الفتية وأمرهم باتِّباعِ آلهته والذّبح لها، ثمَّ توعَّدهم بالقتلِ بعدما رأى منهم ثباتاً على دينهم وعزيمةً منهم على التشبُّثِ به والدِّفاع عنه، ثمَّ رأى أن يجعلَ لهم موعداً يلتمسُ فيهِ عودَتَهم إليه وإلى آلهته، وما كان ليؤخِّرَ حسابهم إلا لاعتبارِ حداثةِ سنِّهم وجهلهم بما قد يُعمِلُ فيهم من القتل وسفك الدِّماءِ وتعليقِ أشلائهم على أبواب المدينةِ كما يَفعَل بمن على غير دينِه، وانطَلَق دقنيوس خارج المدينةِ يلتمسُ أمراً، فاجتمعَ الفتيةُ على اعتزالِ النَّاسِ والهربِ إلى كهفٍ في جبلٍ على أطراف المدينة يقال له بنجلوس، فجعلوا يعبدون اللهَ ويُشغلون سائر أوقاتهم بالدُّعاء والذِّكر، وجعلوا أحدهم على طعامِهم واسمه يمليخا، فكانَ إذا أراد الخروج إلى سوق المدينة وضعَ عنه ثيابهُ التي كان يُعرف بها بشرفه ونسبه ويلبس أثواباً ممزَّقةً يتخفَّى بها عن أهلِ مدينتِه، فيعود إلى أصحابه بطعامٍ ورزقٍ دون أن يشعُر به أحد.

 عودة الملك

عند عودة الملك دقنيوس إلى المدينة طلب الفتية إلى أجلهم الذي أخَّره لهم، فذكر له النَّاس ما كان من أمرهم، فجمَعَ جنده ثم انطلق إلى الكهف فبنى عليه ليموتوا داخله، وكانَ الله قد ضرب على آذانهم، فكانَ في نومِهم فقدانٌ للسّمعِ الذي هو أشدُّ الحواسِّ تأثُّراً أثناء النَّوم.

ثمَّ بعثَ الله ملكاً على دين عيسى ابن مريم عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فكان في عهدهِ أن أذنَ الله بفتحِ الكهفِ بيدِ راعٍ يقصِد الكهفِ ليحميَ أغنامه من المطر، فأرسَل الله أصحاب الكهفِ فاختلفوا في مدَّة نومِهم، ثمَّ أرسلوا يمليخا القائم على طعامهم ليشتري لهم، فكان كلّما مرَّ بمعلَمٍ أنكَرهُ، حتّى إذا وصل السُّوقَ وأظهرَ دراهمه أنكرهُ النَّاس واجتمعوا يسألون عن أمره، ثم رفعوا أمره إلى الملك فقصَّ عليهِ القصصَ، فأتبعهُ الملكُ وقومه إلى الكهفِ ليشهدوا مَبعثَ أصحابِه، فلمَّا وصلوا أسبقهم يمليخا إلى أصحابه فضرب الله عليهم فماتوا، فاستبطأه الملك فدخل ومعه قومه فوجدوهم على حالهم وعجلوا أمرهم، فأقاموا عليهم كنيسةً ومسجداً يُصلَّى فيه.

 

محتويات المقال

بالتفصيل على موقع موسوعة تعرف على قصة اهل الكهف كاملة فنجد في قصص الأولين العبرة والحكمة التي نحتاج إليها وأيضا لنرى جزاء من يطيع الله لنظل في طاعته ونزداد تقربا إليه ونرى أيضا ما لاقوه من متاعب ليحتفظوا بدينهم ومن تلك القصص قصة الفتية أصحاب الكهف وما حدث معهم من أحداث ومتاعب حفاظا على دينهم الكريم وحماية لرب العالمين لهم كجزاء للصالحين.

يستعد الناس في يوم العيد للذهاب إلى المعبد، وظلوا واقفين في الطريق لانتظار موكب الملك، وفي عربة فخمة جاء الملك، وكان هناك فتيان مع الملك وعندما رأى الناس الملك ركعوا له ووصلت عربة الملك إلى المعبد، وسجد الملك احتراما لأصنام وسجد الفتيان ما عدا واحد ولم يلاحظ الملك عدم سجود ذالك الفتي لأصنام وبعدها عاد الملك إلى قصر ومعه الفتية.

وعندما حل الليل خرجوا الفتية من القصر للذهاب إلى بيوتهم، ولكن هذه المرة لم يفعلوا ذلك وذهبوا إلى الشاب الذي لم يسجد لأصنام فقالوا له نريد ان نتحدث معك فقال لهم الفتي تعالوا معي إلى داري، ذهبوا معه إلى داره وسألوه لماذا لم تقم  بالسجود للإله اليوم؟

فقال لهم الغلام: إنني وجدت ذلك الإله لا ينفع ولا يضر ولا يري ولا يسمع فوجدت ذلك من الجنون ان أقوم بالسجود له فقال له أحد الفتية: هل كفرت بألهتنا؟ فقال له الغلام: إنني كفرت بالحجارة وأسأل نفسي دائما: من خلق النجوم والشمس والقمر والسماء والأرض والجبال؟ فكل هذه الأشياء لها قوة عظيمة نحن لا نستطيع رؤيتها.

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

فقال أحد الفتية: إنني أعلم جيدا أن تلك الحجارة ليست لها قيمة، فالذي خلقني يجب أن يكون عظيما وظلوا الفتية يتحدثون حتى أصبحوا جميعا مؤمنون بأن هناك قوة عظيمة يجب عبدتها.

أصبحوا الفتية الأربعة يجتمعون كل ليلة في بين أحد منهم، يعبدون الله ويصلون له، وفي الليلة من الليالي قام بالدخول عليهم أحد أعوان الملك فرآهم ذلك الرجل وهم يصلون وحاولوا ان يقنعوه بالدخول في دينهم ولكنه آبي فذهب وأخبر الملك أن هناك بعض الفتية قد قاموا بالدخول في دين آخر.

فغضب الملك غضبا شديدا وتوعد لهولاء الفتية بالعذاب الشديد، فعلم الفتية بذلك وقرروا الخروج من المدينة، وركبوا خيولهم في إتجاه خارج المدينة، وعند حلول الليل قاموا الفتية بالبحث عن مكان يمكثون به حتى يحل النهار، فوجدوا الفتية كهف في الجبل، ودخلوا في الكهف لأخذ قسط من الراحة، وخرج الملك يبحث عنهم في كل مكان، وقد اهتدوا إلى الكهف الذي لجيء إليه الفتيه ولم يستطع جنود الملك دخول الكهف لأنه دخل الرعب في قلوبهم، فقد أشار أحدهم للملك: أن يسدوا الكهف ويموتون تلك الفتية عطش وجوع فأعجب ذلك الملك وأمر جنوده بالقيام ببناء جدار ضخم.

واستيقظ الفتية من النوم وسال أحدهم:كم مكثنا في تلك الكهف؟ فقال له أحدهم: قد مكثنا يوما أو مكثنا بعض يوم، وقال أحد الفتية: سأذهب لإحضار بعض الطعام، ولكن عندما سار الفتي وجد طرق جديدة لم يسير عليها من قبل، فتعجب الفتي وسار إلى خباز في السوق وأعطاه احد قطع النقود الذي معه وتعجب الخباز وقام بتسليمه إلى الشرطة.

وأعطى الرجل قطعة النقود للشرطي، وأخذه الشرطي إلى الملك، ووجد الفتي ملك آخر غير الملك الذي يعرفه، وسأله الملك: ما قصته؟ فقال له الفتي: أنه هرب من ملك دقيانوس الليلة ماضية، فقال له الملك: ملك دقيانوس مات منذ 300 عام، فقال الفتي للملك: هل نمنا 300 عام، ولم يصدق الملك قصة الفتي، وذهب الملك مع الفتي إلى الكهف.

وطلب الفتي من  الملك أن ينتظر بعض الوقت خارج الكهف، فقال الفتي لأصحابه: أنهم مكثوا في الكهف 300 عام وتسع سنوات، وأن تلك السنين قد مرت وهم في نوم عميق، وبعدها نام الفتيان، فدخل عليهم الملك فوجد الفتى وأصحابه قد ماتوا فقال الملك : أنها من المعجزات العظيمة قد أراد الله تعالى أن يوضح لنا أنه قادر على إحياء هؤلاء الفتية بعد 300 عام.

فقد أصبحوا أيه وعبرة للمؤمنين فأنزل رب العالمين قصتهم في القرآن الكريم حتى يطمئن قلب المؤمن برب العالمين أن الله سبحانه وتعالى لا يترك عباده بل يحميهم ويعطيهم ولا يطلب منهم سوى العبادة والايمان به.

حقوق النشر محفوظة 2019 – سياسة الخصوصية – ما هي الموسوعة؟ – اتصل بنا

الرئيسية » قصص وعبر » قصة اصحاب الكهف كاملة مكتوبة بالتفصيل

قصة اصحاب الكهف كاملة مكتوبة بالتفصيل .. يُسعدنا أن نقوم بتقديمها لكم من خلال قسم “قصص وعبر” الذي يحرص دائمًا “موقع قصصي” على أن يقدم من خلاله كل القصص المتميزة التي تساعد على التدبر والتأمل في معجزات الله سبحانه وتعالى، وكيف أن الإنسان عندما يتمسك بالحق ينجيه الله وينصره، فهيا معًا نتعرف أكثر على هذه القصة التي خلدها القرآن الكريم، فتابعوا معنا.

قصة أصحاب الكهف تدور حول مجموعة من الشباب، ولم يتم ذكر اسمائهم بالتحديد أو عددهم في القرآن الكريم، وكان هؤلاء الشباب يعيشون في مكان الحاكم عليه كان ظالمًا، وكان كل سكان قريتهم يشركون بالله ويعبدون الأصنام، وقد كانوا متشددين جدًا في عبادتهم، وهذا التشدُد وصل بهم إلى إيذاء كل من كان يحاول أن يتطاول على هذه الأصنام.

إلا أن هؤلاء الشباب كانوا لا يشتركون مع هؤلاء القوم في عبادة الأصنام، وإنما كانوا يخرجون في الخلاء يتأملون خلق الله سبحانه وتعالى وينظرون إلى الأرض والسماء، ويؤمنوا أن لهذا الكون إله واحد هو الذي استطاع أن يخلقه ويصوره بهذا الجمال.

وليس بالطبع هذا الإله صنمً عاجزًا لا يستطيع حتى أن يدافع عن نفسه أو أن ينطق بأي كلام، أو أن يخلق أي شيء من الذي يرونه حولهم، لذلك رفض الفتية أن يسجدوا لأي صنم، مما جعل الله تبارك وتعالى يثبتهم ويساعدهم على هذا الهدى، وقد حاول الفتية أن يدعوا أفراد قريتهم لكي يتخلوا عن السجود للأصنام وعبادتها.

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

لكن أهل القرية كانوا يرفضون بل؛ وكانوا يسدون آذانهم، وقد وصل أمر الفتية إلى الحاكم الظالم الذي ما أن سمع بأمرهم، حتى أمر بقتلهم، وأمر جنوده أن يبحثوا عنهم لكي يقتلوهم، ولم يجد الفتية أمامهم غير الاختباء والرحيل من هذا المكان الفاسق حتى يتسنى لهم أن يعبدون الله سبحانه وتعالى.

ظلَّ الفتية يبحثون عن مكان آمن لكي يختبئون فيه من بطش الملك، فهداهم الله تبارك وتعالى إلى كهف لكي يناموا فيه ويختبئون، وفي هذه الأثناء خرج كل أهل القرية لكي يبحثون عن الفتية ليقتلوهم، لكن الله عز وجل أعمى أعينهم عن الكهف الذي يوجد به الفتية.

وقد كان الفتية في هذه الأثناء مُتعبين، فاستلقوا حتى يناموا ويرتاحوا، وهنا كانت معجزة الله سبحانه وتعالى، فقد جعل الفتية ينامون لأكثر من ثلاثمائة عام، وكان من لطف الله عليهم أن يجعل كل واحد فيهم يتقلب خلال نومه حتى يحافظ على صحته وصحة جسده، وقد أمر الله سبحانه وتعالى أشعة الشمس بأن تحتجب عنهم، خاصًة في وقت الذروة حتى يحميهم من حُرقة الشمس.

وقد ذكرت المراجع الفقهية أن الله سبحانه وتعالى قد أمر حاسة السمع للتوقف وهي الحاسة الوحيدة لدى الإنسان التي لا تتوقف كُليًا أثناء نومه حتى لا يستمع الفتية إلى الملك الظالم وقومه وهم يبنون عليهم جدارًا.

بعد أن مرَّت كل تلك السنوات، استيقظ الفتية بأمر الله تعالى وكأنهم لم يناموا سوى يومًا واحدًا، وقد شعروا بجوع شديد فقالوا لأحدً منهم اذهب إلى السوق لتحضر لنا بعض الطعام، ولكن كُن حذر حتى لا يلاحظك أحد، وبالفعل خرج أحدهم إلى القرية حتى يشتري طعامًا لهم.

لكنه قد لاحظ أن هناك تغيير شديد في الناس وفي القرية، وكذلك تعجب من شكله أهل القرية، فقد كان يلبس ثيابًا غريبة، كما أن النقود التي يملكها لم يعُد أحد يستخدمها من مئات السنين، وقد سألوه عن حكايته فحكى لهم ما كان، وهنا ذهبوا أهل القرية بالفتية إلى الملك الذي يوجد في هذا الوقت، وقد كان الملك على ديانة المسيحية.

فانطلق معهم إلى الكهف لكي يراه، فلّما وصل إلى الكهف ورأى بنفسه ما حدث به وصدق ما كان منهم من حكاية، توفاهم الله على الفور، وقد قام الملك ببناء كنيسة على الكهف للصلاة، وقد ذكر القرآن الكريم قصة اصحاب الكهف بالتفصيل، كما ذكرنا في سورة “الكهف”.

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا(9)إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(10)فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا(11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا(12)نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى(13)وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا(14)هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا(16)وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}.

وهكذا عرضنا لكم قصة اصحاب الكهف كاملة والتي جاءت في القرآن الكريم بدون ذكر اسماء لهؤلاء الفتية، لأن الحكمة منها أهم من الأسماء، وهي قصة تحمل جوًا من الغموض وتُظهِر عظمة الله سبحانه وتعالى، فهذه القصة بها كم من المعجزات التي فعلها الله سبحانه وتعالى، نتمنى أن تتابعونا دائمًا فأسرة الموقع قد أعدت لكم أكبر مجموعة من القصص الهامة من مصادرها الموثوق بها، كما نتمنى أن تقوموا بنشر القصة حتى تصل إلى كل من لا يعرفها ليستمتع بها ويتعلم من معانيها الجميلة.

تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

جميع الحقوق محفوظة © قصصي 2019

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження…

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

Виконується…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження…

Завантаження…

قصة أصحاب الكهف من البداية إلى النهاية ( كامله ) قصة اصحاب الكهف,قصة اصحاب الكهف كاملة,قصة اصحاب الكهف نبيل العوضي,قصة أصحاب الكهف (أروع القصص) نبيل العوضي,قصة أصحاب الكهف للشيخ صالح المغامسي,قصة أصحاب الكهف للأطفال مكتوبة,قصة أصحاب الكهف مع الشيخ محمد حسان,قصة أصحاب الكهف دروس وعبر,قصة أصحاب الكهف كاملة للشيخ نبيل العوضي mp3,قصة أصحاب الكهف الشيخ العريفي,قصة اصحاب الكهف كرتون,قصة أصحاب الكهف والرقيم,قصة اصحاب الكهف مختصره,محمد العريفي قصة أصحاب الكهف,مسلسل قصة أصحاب الكهف,قصة اصحاب الكهف للاطفال,قصة أصحاب الكهف للأطفال pdf,قصة أصحاب الكهف كاملة للشيخ نبيل العوضي,فيلم قصة أصحاب الكهف,قصة أصحاب الكهف صيد الفوائد,شرح قصة أصحاب الكهف,قصة أصحاب الكهف نبيل العوضي

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження списків відтворення…

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження…

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

Виконується…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження…

Завантаження…

قصة أصحاب الكهف من البداية إلى النهاية ( كامله ) قصة اصحاب الكهف,قصة اصحاب الكهف كاملة,قصة اصحاب الكهف نبيل العوضي,قصة أصحاب الكهف (أروع القصص) نبيل العوضي,قصة أصحاب الكهف للشيخ صالح المغامسي,قصة أصحاب الكهف للأطفال مكتوبة,قصة أصحاب الكهف مع الشيخ محمد حسان,قصة أصحاب الكهف دروس وعبر,قصة أصحاب الكهف كاملة للشيخ نبيل العوضي mp3,قصة أصحاب الكهف الشيخ العريفي,قصة اصحاب الكهف كرتون,قصة أصحاب الكهف والرقيم,قصة اصحاب الكهف مختصره,محمد العريفي قصة أصحاب الكهف,مسلسل قصة أصحاب الكهف,قصة اصحاب الكهف للاطفال,قصة أصحاب الكهف للأطفال pdf,قصة أصحاب الكهف كاملة للشيخ نبيل العوضي,فيلم قصة أصحاب الكهف,قصة أصحاب الكهف صيد الفوائد,شرح قصة أصحاب الكهف,قصة أصحاب الكهف نبيل العوضي

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Завантаження…

Виконується…

Завантаження списків відтворення…

يسعدنا ان نحكي لكم الآن في هذا الموضوع عبر موقع احلم قصة اصحاب الكهف كما وردت في القرآن الكريم ولكن بشكل مختصر ومبسط ليصل الي الجميع، قصة رائعة فيها الكثير من العبر والمعاني الجميلة استمتعوا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص .

محتوي الموضوع

تدور قصة اصحاب الكهف حول مجموعة من الفتية ، ولم يذكر القرآن الكريم بشكل محدد عددهم، بالاضافة الي كلبهم الذين كان يرافقهم، كان هؤلاء الفتية يعيشون في قرية يحكمها حاكم ظالم وكان اهل القرية قوم مشركون يعبدون الاصنام ولا يؤمنون بالله سبحانه وتعالي، وقد وصل بهم الضلال والكفر أنهم كانوا يدافعون عن الاصنام بشدة ويؤذون كل من يحاول التطاول عليهم، بينما كان هؤلاء الفتية لا يشاركون قومهم في عبادة هذه الاوثان، وكانوا يتفكرون في خلق السماوت والارض ويؤمنون أن هناك آله أكبر هو من خلق هذا الكون العظيم وليس هذه الاصنام العاجزة التي لا تعرف حتي الدفاع عن نفسها او النطق بالكلام، فرفضوا السجود للأصنام، فثبتهم الله سبحانه وتعالي علي هداهم وساعدهم .

حاول هؤلاء الفتية كثيراً دعوة اهل القرية للتخلي عن عبادة الاصنام والسجود لها، إلا انهم رفضوا ذلك وعندما وصل الخبر الي الملك أهدر دمهم وأراد ان يقتلهم فلم يجدوا أمامهم مفراً من الرحيل عن هذه القرية الفاسقة حتي يتمكنوا من عبادة الله تعالي، هداهم الله الي كهف ليناموا فيه وخرج اهل القرية للبحث عنهم ولكن الله سبحانه وتعالي أعمي ابصارهم فضلوا الطريق عن الكهف ، وعندما وصل الفتية الي الكهف استلقوا فيه حتي ناموا، وهنا حدثت معجزة من الله عز وجل، فجعلهم يناموا لأكثر من 300 سنة وكان الله يجعلهم يتقلبون خلال نومهم للحفاظ علي صحة اجسادهم وحجب اشعة الشمس الحارقة عنهم، وذلك من حكمة الله عز وجل وفضله .

وبعد مرور هذه السنوات أيقظهم الله فأحسوا كأنهم ناموا يوماً واحداً وعندما خرج احد الفتية الي القرية لاحظ تغيرها الشديد وعندما رآه اهل القرية تعجبوا من ثيابة وشكله والنقود التي معه، وعندها أيقن اهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالي فآمنوا بالله ومن بعدها أمات الله الفتية مرة اخري لتبقي قصتهم الخالدة دليلاً علي قدرة الله وتأيده لعبادة الصالحين .

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

الآيات من 9-26 من سورة الكهف

“أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا(9)إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(10)فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا(11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا(12)نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى(13)وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا(14)هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا(16)وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا(17)وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا(18)وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا(19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا(20)وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا(21)سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا(22)وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا(23)إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا(24)وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا(25)قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِع ْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا(26)” .

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

كان الناس يستعدون للذهاب إلى المعبد في يوم العيد ، فوقفوا في الطريق ينتظرون موكب الملك، وجاء الملك في عربة فخمة ،وكان معه فتيان من أبناء العظماء، وعندما رآه الناس ركعوا له وسارت عربة الملك حتى وصلت إلى المعبد ،وكان هناك أصناماً بالمعبد وعندما وصل الملك إليها سجد لها احتراماً، وسجد معه الفتية إلا أن أحدهم لم يسجد لهذه الأصنام، لكن الملك لم يلاحظ ذلك ثم انتهى الملك من عبادته وعاد إلى قصره ومعه الفتية.

عندما جاء الليل خرج الفتيان من القصر ليذهبوا إلى بيوتهم ،ولكنهم لم يفعلوا ذلك، بل التفوا حول الشاب الذي لم يسجد للأصنام، وقالوا له :”نريد أن نحدثك الليلة وتحدثنا.”
فقال لهم:”تعالوا إلى داري.”

تبعوه الى داره وسألوه :”لماذا لم تسجد اليوم للإله؟”

فقال لهم:”إنني فكرت في هذا الإله  فوجدت أنه لا يسمع ولا يرى ولا ينفع ولا يضر، فوجدت أنه من الجنون أن أسجد له.”

فقال له أحدهم:”أكفرت بآلهتنا؟

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

فقال الشاب:” لقد كفرت بهذه الحجارة، وخرجت إلى الفضاء،وسألت نفسي: من خلق السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال؟ فاهتديت إلى أن الذي خلق كل هذه الأشياء لابد أن يكون قوة عظيمة لا نراها ،فتوجهت لهذه القوة لأعبدها.”

فسكت الشبان قليلاً، ثم قال أحدهم :”إنني أعلم أن هذه الحجارة التي نعبدها لا قيمة لها،وفكرت في نفسي وفيمن خلقني ،فاهتديت إلى أن من خلقني لابد أن يكون عظيماً قادراً.” واستمر الشبان في التحدث حتى آمنوا جميعاً.

صار الفتيان يجتمعون في كل ليلة في بيت أحدهم، يصلون لله ويعبدونه، وذات ليلة دخل عليهم أحد أعوان الملك فرآهم وهم يصلون، وحاول الفتية إقناع الرجل بالدخول في دينهم، ولكنه رفض وذهب إلى الملك، وأخبره بأن الفتية الذين يلتفون حوله قد دخلوا في دين آخر، فغضب الملك وعزم على أن يعذبهم. وعندما علم الفتية بذلك رأوا أن يهربوا من بلد الملك

ركب الفتية خيولهم وساروا حتى خرجوا من المدينة، وعندما جاء الليل أخذ الفتية يبحثون عن مكان ليبيتون فيه، فوجدوا في الجبل كهفاً ،فدخلوا فيه ،ثم خرج الملك وسط جنوده ليبحث عن هؤلاء الفتية، واهتدى إلى الكهف الذي لجئوا إليه، ولكن رجاله أحسوا بالرعب ولم يستطع أحدهم أن يدخل الكهف ،فقال أحدهم للملك:”سد عليهم باب الكهف، واتركهم يموتون فيه جوعاً وعطشاً.”،فأُعجب الملك بالفكرة، وأمر ببناْء باب للكهف.

وعندما استيقظ الفتية من نومهم سأل أحدهم:”كم يوم مكثنا في هذا الكهف؟”


فقالوا له:”مكثنا يوماً أو بعض يوم.”

وعندما شعروا بالجوع قال أحدهم:”سأذهب لأحضر طعام من السوق.” لكنه عندما سار وجد طرق غير الطرق التي سار فيها، ومر بمواضع غير المواضع التي يعرفها، فتعجب الفتى مما حوله، ثم أخذ قطعة من النقود وأعطاها للخباز فسأله الخباز عن قطعة النقود، وقال له:”سأسلمك للشرطي.” ونادى الشرطي وأعطى له قطعة النقود، فقال الشرطي للشاب:”هيا معي للملك.”

وعندما دخل الفتى إلى قصر الملك وجد ملكاً آخر لا يشبه الملك الذين هربوا منه، فسأل الملك:”ما قصة هذا الفتى؟.” فأخبره الفتى بأنه هرب من الملك دقيانوس بالأمس فقال له الملك: “لقد مات دقيانوس منذ ثلاثمائة عام!” فقال الفتى: “لقد نمنا في الكهف ثلاثمائة عام!” فقال له الملك: “إنني لا أصدق ما تقول.”

ثم ذهب الملك معه إلى الكهف، وطلب منه الشاب أن ينتظر قليلاً خارج الكهف، وعندما دخل الشاب على أصحابه أخبرهم بأنهم لبثوا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنوات، وأن هذه السنين مرت عليهم وهم نيام، وعند ذلك أحس الفتيان بالنوم فناموا، وطال انتظار الملك، ثم ذهب ليبحث عن الشاب فوجده وأصدقاؤه قد ماتوا فقال: “الملك أنها معجزة عظيمة لقد أرانا الله انه قادر على أن يحي هؤلاء الشباب بعد ثلاثمائة عام .”

(المصدر: القصص الديني لعبد الحميد جودة السحار – بتصرف)

انضمي إلى عائلتنا على الفيسبوك

ضرب الله تعالى بقصة أصحاب الكهف مثلاً واقعياً على قدرته و على البعث و إعادة الأجساد إلى الحياة بعد فنائها ، ، و قد كان السبب في نزول هذه القصة و الآيات أن أحبار اليهود أرادوا أن يختبروا نبوة محمد عليه الصلاة و السلام ، فقاموا بتحريض مشركي مكة بسؤاله عن أمور ثلاثة و هي

قصة أهل الكهف

قصة ذو القرنين الذي بلغ مغارب الأرض و مشارقها

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

حقيقة الروح

انتظر الرسول صلى الله عليه و سلم خمس عشرة ليلة إلى أن نزل الوحي بالجواب عن هذه الأمور الثلاثة

جاء في قصة أصحاب الكهف أن سبعة من الغلمان المؤمنين بالله وحده و غير المشركين كانوا يعيشون بقوم كافرين يظلمون و يفترون على الله الكذب و يطاردون أهل الإيمان ، و قد خشي هؤلاء الفتية على أنفسهم من بطش الحكام و الظالمين و هربوا إلى كهف في جبل يلجؤون إليه ، فناموا فيه و معهم كلبهم

كان هؤلاء الفتيان يتقلبون أثناء نومهم عن اليمين و عن الشمال ، و كلبهم عند باب الكهف في مقدمة الغار ، و كانت الشمس بأمر الله تتحول عنهم يميناً و شمالاً دون أن تصيبهم ، و كان من يراهم يمتلؤ رعباً و خوفاً من أشكالهم

مكث هؤلاء الفتية في الكهف ثلاثمئة و تسعة أعوام إلى أن أيقظهم الله من منامهم ، فأخذوا يتساءلون عن تقدير لمدة نومهم ، فقال بعضهم : لقد نمنا يوماً أو بعض يوم و أحسوا بالجوع الشديد ، فبعثوا أحدهم إلى المدينة ليأتي لهم بالطعام، و قاموا بتوصيته بأن يكون حذراً كي ل يفطن إليه أحد

ذهب الرجل إلى المدينة و أراد اتلله أن يجعل منهم آية على وجوده و دليلاً على قدرته على البعث ، فكشف أمرهم و قصتهم أمام القوم المؤمنين بالله فترة بعثهم

اختلف الناس في أمر هؤلاء القوم بعد أن ماتوا إلى أن اتفقوا على بناء مسجد عليهم ، و قد جاءت قصتهم في الآيات التالية من سورة الكهف

قال تعالى:

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)
هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)
وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23)
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24)
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)

الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي , 1992 , القصة القرآنية هداية وبيان ,دار الخير للطباعةوالنشر

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة © موضوع 2019

جميع الحقوق محفوظة © موضوع 2019

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتقديم أفضل خدمة متاحة؛ كالتصفح، وعرض الإعلانات، وجمع الإحصائيات المختلفة، وبتصفحك الموقع فإنك تقر بموافقتك على هذا الاستخدام. للمزيد اقرأ
ملفات تعريف الارتباط.

أصحاب الكهف هم الفتية الذين آمنوا بالله وتركوا عبادة قومهم عبادة الأوثان وعبدوا الله وحده هكذا يطلق عليهم عند المسلمون ويطلق عليهم عند المسيحيين السبعة النائمون الذين عاشوا في عهد اضطهاد المسيحيين وكان ذلك في ظل حكم ديقيانوس.[1][2][3]

كانت توجد قرية مشركة، ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها. في هذا المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. قلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد. لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقوامهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون. عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسعة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا.

زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما. إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها. استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار.

وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم. بعد هذه المئات الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقظوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم. فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت. خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صعبا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها. لقد آمنت المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم. وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية. لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

قال محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال : لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق. قال ابن عباس : فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله، وكانوا ثمانية نفر : مكسلمينا وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم، ومجسيميلنينا وتمليخا ومرطونس، وكشطونس، وبيرونس، وديموس، ويطونس وقالوش.

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

أسماء هؤلاء الفتية السبعة تختلف تبعاً للمراجع, فوردت في بعض الوثائق في التراث كالتالي: مكسيميليانوس, أكساكوستوديانوس, يامبليكيوس, مرتينيانوس, ديونيسيوس, أنطونينوس, وقسطنطينوس, (أبو يوحنا)..

قيل عاشوا في زمن الأمبراطور الروماني داكيوس قيصر وقضوا في حدود العام 251م وقيل قبل ذلك.

صوروا قديما باعتبارهم فتية جنوداً وفي وقت لاحق كأنهم أولاد هذا ما استبان في الايقونات.

ورد أن داكيوس قيصر مر في ذلك الزمان بأفسس وأمر بتقديم السكان الأضحية للأوثان في الهياكل. من بين من افتضح أمرهم كرافضين لتقديم الذبائح الفتية السبعة. أوقفوا لدى الأمبراطور وسئلوا عن سبب تمردهم. أجاب مكسيميليانوس باسم الجميع : نحن لنا اله مجده ملء السماء والأرض. إليه نقدم سريا ذبيحة اعترافنا الايماني وصلواتنا المتواترة!” هذا الكلام أثار حفيظة الأمبرطور فأهانهم وهددهم ثم تركهم يذهبون ليتسنى لهم أن يفكروا في الأمر مليا, مبديا أنه سيعود فيستجوبهم, بعد أيام قليلة, متى عاد إلى المدينة من سفر وشيك.

توارى السبعة في مغارة واسعة إلى الشرق من المدينة. هناك ركنوا إلى السكون والصلاة ملتمسين من الله الحكمة. وقيل ناموا نومة الموت والصلاة على شفاههم.

وعاد داكيوس إلى المدينة. سأل عن الفتية السبعة فلم يجدهم . بحث عنهم فدل على المغارة فأتاها وأمر بايصاد مدخلها خنقا لهم. وقيل ان اثنين من الذين نفذوا المهمة كانا مسيحيين في السر. وهذان هم من خطا خبر الفتية السبعة على لوح من رصاص مع أسمائهم ووارياه الجوار.

ومرت الأيام , ما يقرب من المائتي العام وقيل أكثر . ثم في حدود العام 446 للميلاد, زمن الأمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني, شاعت هرطقة أنكرت قيامة الموتى وبلبلت الكنيسة. مروج الهرطقة كان أسقفا يدعى ثيودوروس في ذلك الوقت, بالذات , بتدبير الله, أزيحت الحجارة عن مدخل المغارة بيد راع ملك ارض المغارة. للحال عاد الفتية إلى الحياة كالناهض من النوم دون ان يكون قد نالهم أي تغيير. اثر ذلك حصل لغط, في أفسس, في شأنهم لما درى الناس بأمرهم. لكن , بان الحق, أخيرا, واتخذ خبرهم برهانا على قيامة الأجساد. وقد ورد أن الفتية السبعة بعدما رووا حكايتهم للناس عادوا فناموا من جديد إلى القيامة العامة. ثمة من يماهي مغارة هؤلاء بالمغارة التي لفظت فيها القديسة مريم المجدلية نفسها الأخير. تجدر الإشارة إلى أن التراث الاسلامي ردد صدر خبر الفتية السبعة في أفسس, وهم من يسمون لدى المسلمين ب”أهل الكهف”.

ماكسيميليانوس إحدى شخصيات اهل الكهف

يقال أنه كان كبير مستشاري ديقيانوس وزوج ابنته, وقد كان قائد المسيرة نحو الكهف بعد أن فضح أمر الإله المصطنعه التي كان يعبدها الرومان أمام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني الذي طلب منه السجود له، وتقول بعض الكتب والمراجع أن سبب أيمان ماكسيميليانوس بالله الواحد الأحد ورب الرسل جميعاً هو عجوز أنقذه من الموت عند اعتراض ماكسيميليانوس على عمليات جمع الضرائب الظالمه التي كان يقودها الرومان في مدينة فيلادلفيا في ذلك الوقت، حيث أثبت ذلك العجوز لماكسيميليانوس بعد أن أقام على علاجه ربوبيه الله عز وجل وانه واحداً لا شريك له من خلال كتاب التوراة الاصلي الذي كان يملكه ذلك العجوز والذي نزل على موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام، حيث عمد ماكسيميليانوس إلى نسخ الكتاب المقدس ليحتفظ بها إلى نفسه.

تقول بعض المراجع أن شخصاً ويدعى جيوليوس وهو قائد الجيش في مدينة فيلادلفيا -تاريخ مدينة عمان- كان يتربص شراً بماكسيميليانوس لانه حسب وصف جيوليوس سلب منه هيلين وهي زوجه ماكسيميليانوس والتي كان يريد أن يتزوج بها، وانه كان يتربص به شراً من خلال زرع جاسوس يهودي ويدعى عزرائيل ليراقب ماكسيميليانوس اينما يذهب، حيث أن هذا اليهودي اكتشف المكان الذي كان يتردد عليه ماكسيميليانوس ليناجي ربه ويدعوه من خلاله وهو الكهف الذي ألتجأ إليه ماكسيميليانوس وستة من مساعديه إليه في نهايه المطاف، إلا أن أحد مساعدي ماكسيميليانوس قام يقتل هذا اليهودي بعد أن عرف أنه كشف أمر ماكسيميليانوس وانه في طريقه لفضح أمره أمام جيوليوس.

بعد أن فضح ماكسيميليانوس أمر الإله المصطنعه التي كان يعبدها الرومان أمام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني، أمر الامبراطور بسجن وتعذيب ماكسيميليانوس والضباط الستة الذين كانوا معه وقتلهم ان لم يرجعوا عن دين التوحيد، وفي نهايه الامر قرر المسؤول عن السجن تهريب السجناء والذي قتل فيما بعد بعد تهريبهم منه، حيث أتجه ماكسيميليانوس ورفاقه إلى مكان سري في بيته قبيل أن يلتجأ أهل الكهف إلى ذلك المكان الذي لبثوا فيه 309 سنة لقوله تعالى ((و لبثو في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادو تسعا))

ان سبب نزول قصة أصحاب الكهف، وخبر ذي القرنين ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره في السيرة أن قريشا بعثوا إلى اليهود سألونهم عن أشياء يمتحنون بها محمد رسول الله ويسألونه عنها؛ ليختبروا ما يجيب به فيها فقالوا:سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض وعن الروح. فأنزل الله((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ)) ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ)) وقال ههنا ((أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَأبَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا))أي؛ ليسوا بعجب عظيم بالنسبة إلى ما أطلعناك عليه من الأخبار العظيمة، والآيات الباهرة والعجائب الغريبة. والكهف هو الغار في الجبل.
فقد ذكر الله في القران:

 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا  إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا  ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا   «الكهف»

وفقا للاعتقاد السائد فإن أصحاب الكهف, الذين أثنت عليهم المصادر الإسلامية والمسيحية, تعرضوا لطغيان الإمبراطور الرومانى ديقيانوس. وفي محاولة من هؤلاء الفتية للتصدى لظلم ديقيانوس وطغيانه, حذروا قومهم مراراً من أن يتركوا دين الله. ولكن أمام إعراض قومهم, واشتداد ظلم الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل, ترك الفتية مساكنهم.

تكشف السجلات التاريخية عن عدد من الأباطرة الذين مارسوا سياسة الاضطهاد والإرهاب والتعذيب في حق المؤمنين الأوائل بالمسيحية .

و في خطاب أرسله الحاكم الروماني “بيلونيوس” (690-113 ميلادية) ؛ بشمال غرب الأناضول, إلى الإمبراطور “تريانيوس” ,أشار “بيلونيوس” إلى ” أصحاب المسيح ” الذين أوذوا لرفضهم عبادة تمثال الإمبراطور. ويعد هذا الخطاب أحد الوثائق الهامة التي تتحدث عن الظلم والقهر الذي تعرض له المسيحيون الأوائل آنذاك.

وفى ظل تلك الظروف, رفض هؤلاء الفتية الخضوع لهذا النظام الكافر, وعبادة الإمبراطور إلهاً من دون الله. ذكر في القرآن  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  «الكهف».

أما بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف, فإن الآراء تتعدد وتتباين, ولكن أكثر هذه الآراء اعتدالاً هو مدينتي “أفسس” و”طرسوس”.

كما أوضح آخرون بشئ من التفصيل أن مكان الكهف ليس “إفسوس” وعليه فقد حاولوا أن يثبتوا أن الحدث وقع في مدين “طرسوس.” وفي هذا البحث سنتناول كلتا المدينتين بالدراسة ومع هذا, فإن هؤلاء الباحثين والمفسرين جميعهم, بما فيهم المسيحيون, أتفقوا أن الحدث وقع في عهد الإمبراطور الرومانى “دِقيوس”, ويقال له أيضاُ “دِقيانوس”, وكان ذلك في حوالى عام 250 ميلادية.

و يعتبر “دقيوس”, إلى جانب “نيرو”, هو الإمبراطور الروماني الذي نكل بالمسيحيين تنكيلاً شديداً. وأثناء فترة حكمه القصيرة, أجبر “دِقيوس” كل من يخضع لحكمه أن يقدم القرابين للآلهة، بل وأن يأتي بما يثبت أنه فعل ذلك ويعرضه على كبار الدولة. ومن لم يستجب منهم, كان يأمر بقتله.

تنص المصادر المسيحية على أن الغالبية العظمى من المسيحيين رفضوا ممارسة تلك الأفعال الوثنية، وهموا بالفرار من مدينة إلى أخرى, أو الاختباء في أماكن نائية. ومن المرجح أن أصحاب الكهف كانوا من ضمن هؤلاء المسيحيون الأوائل.

و في الوقت نفسه لابد هنا من التأكيد على نقطة هامة وهي أن تلك الأحداث نقلها لنا بعض مؤرخى المسلمين والمسيحيين بما يشبه الحكاية، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة نتيجة لما أضيف إليه من أكاذيب وإشاعات، ولكن رغم كل ذلك فإن الحدث يعد واقعة تاريخية.
هل كان أصحاب الكهف في “إفسوس”؟
و فيما يتعلق بالمدينة التي عاش فيها الفتية والكهف الذي أووا إليه, فتشير المصادر إلى عدة أماكن. ويرجع ذلك إلى سببين :

الأول :رغبة الناس في الاعتقاد بأن مثل هؤلاء الفتية الشجعان كانوا يعيشون في مدينتهم. والثاني : الشبه الكبير بين الكهوف في تلك المنطقة ؛حيث أنه في جميع الأماكن تقريباً, يوجد مكان للعبادة يقال أنه بُنى فوق الكهوف.
و كما هو معروف فإن المسيحيون اتفقوا على أن تكون “إفسوس” هي المكان المقدس؛ حيث يوجد في تلك المدينة منزلاً يُقال إنه للسيدة مريم العذراء, وقد أصبح فيما بعد كنيسة. لذلك فإنه من المرجح أن يكون أصحاب الكهف قد أقاموا في واحد من تلك الأماكن المقدسة. علاوة على ذلك, فإن بعض المصادر المسيحية تؤكد أن “إفسوس”هىالمكان.

ويعد القديس السورى “جيمز” (وُلد في 452 ميلادية) أقدم المصادر في ذلك الصدد, واستشهد “جيبون” المؤرخ الشهير في كتابه ” تدهور وسقوط الدولة الرومانية” بالكثير من دراسة “جيمز”. ووفقاً لما جاء في هذا الكتاب, فإن الإمبراطور الذي عذَب الفتية السبعة المسيحيين المؤمنين هو “دِقيوس”. وقد حكم “دقيوس” الإمبراطورية الرومانية في الفترة ما بين 249 و251 ميلادية.واشتهرت فترة حكمه بألوان العذاب التي مارسها ضد أتباع النبي عيسى.

ويرى المفسرون المسلمون أن المكان الذي وقع فيه الحدث هو إما “أفسوس” أو “أفسُس”, في حين يرى “جيبون” أنه “إفسوس.” ولأن تلك المدينة تقع على الساحل الغربي لبلاد الأناضول, فإنها تعد من أكبر موانى ومدن الإمبراطورية الرومانية. واليوم يُعرف حطام تلك المدينة باسم”مدينة إفسوس العتيقة”

و يرى الباحثون المسلمون أن الإمبراطور الذي كان يحكم البلاد في الفترة التي قام فيه أصحاب الكهف من رقدتهم اسمه “تيزوسيوس”, في حين يرى “جيبون” أن اسمه “ثيودوسيوس الثاني” وقد حكم هذا الإمبراطور البلاد في الفترة من 408 إلى 450 ميلادية بعدما دانت الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية.

و في بعض التفسيرات المتعلقة بالآية التالية, قيل أن باب الكهف كان من نحو الشمال, وعليه فإن ضوء الشمس كان لا يصل إلى الداخل، ولهذا فإن من يمر على الكهف كان لا يستطيع أن يرى ما بداخله, والآية توضح هذا المعنى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  

وأشار عالم الآثار دكتور “موسى باران” في كتابه “إفسوس” إلى مدينة “إفسوس” باعتبارها المكان الذي كان يعيش فيه مجموعة الفتية، وأضاف قائلاً

“في عام 250 ميلادية, كان يعيش سبعة فتية في “إفسوس” وقد اختاروا المسيحية ديناً لهم وتركوا عبادة الأوثان, وفيما هم يبحثون عن مكان للهروب بدينهم, عثروا على كهف بالمنحدر الشرقي لجبل “بيون”. وقد رأى ذلك جنود الرومان فبنوا حائطاً ليسدوا به مدخل الكهف”[1]

واليوم يشاهد العديد من المباني الدينية وقد بنيت فوق هذه الحجارة والقبور، أظهرت الحفريات التي قام بها المعهد الأسترالي الأثري عام 1926 أن الآثار التي ظهرت على سفح جبل بيون تعود إلى بناء تم تشييده تكريماً لأصحاب الكهف في منتصف القرن السابع (خلال حكم ثيودوسيوس الثاني)[2].

و المكان الثاني الذي أُشير إليه باعتباره المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف هو مدينة “طرسوس.” وبالفعل فإن هناك كهفاً شديد الشبه بذلك الذي وصفه القرآن الكريم، ويقع على جبل يُعرف باسم “إنسيلوس” أو “بنسيلوس” بشمال غرب “طرسوس.” وفكرة أن تكون مدينة “طرسوس” هي المكان الصحيح كان رأى علماء المسلمين.

و قد حدد “الطبري”، وهو واحد من أهم مفسرى القرآن الكريم, اسم الجبل الذي يوجد به الكهف على أنه “بينسيلوس” وذلك في كتابه “تاريخ الأمم” وأضاف أن الجبل في “طرسوس, وقال أيضاً “محمد أمين”, وهو من أشهر مفسري القرآن, أن الجبل كان اسمه “بنسيلوس” وأنه في “طرسوس”. ويمكن أن تنطق “بنسيلوس” على أنها “إنسيلوس”, وفي رأيه أن الاختلاف بين الكلمتين يرجع إلى اختلاف نطق حرف “الباء”, أو لفقدان حرف من الكلمة الأصلية وهو ما يُعرف “بالنحت التاريخي للكلمة”.

وأوضح “فخر الدين الرازي”(3), وهو أيضاً من أشهر علماء القرآن الكريم, أنه بالرغم من أن المكان يُطلق عليه “إفسوس”, فإن القصد هو “طرسوس” لأن “إفسوس” ما هي إلا مسمى آخر لمدينة “طرسوس.” بالإضافة إلى ذلك, فإنه في شروح كل من: القاضي البيضاوي والناصفي وتفسير الجلالين والتبيان (4)وتفسير العاملي والناصوحي بيلمين وغيرهم من العلماء, تم تحديد المكان على أنه “طرسوس.” هذا إلى جانب أن كل هؤلاء المفسرين فسروا قوله تعالى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  «الكهف»، بقولهم أن مدخل الكهف كان من نحو الشمال (4).

وكذلك كان مُقام أصحاب الكهف موضعاً للاهتمام أيام الخلافة العثمانية, وقد أُجريت بعض الأبحاث بهذا الشأن. وتمت بعض المراسلات وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع في مخازن السجلات العثمانية برئاسة الوزراء؛ فعلى سبيل المثال, أشتمل خطاب بعثته إدارة “طرسوس” المحلية إلى رئيس خزانة الدولة العثمانية على طلباً رسمياُ بإعطاء مرتبات لهؤلاء المسؤولين عن تنظيف “الكهف” والحفاظ عليه. ونص الرد على أنه لكى تُخَصص مرتبات لهؤلاء الأشخاص, لابد من التأكد أن هذا المكان هو بالفعل المكان الذي أقام به أصحاب الكهف. والبحث الذي أُجرى بهذا الصدد قد ساعد كثيراً في تحديد المكان الحقيقى للكهف. وبعد التحقيقات التي أجراها المجلس القومى تم إعداد تقرير ينص علىالآتى:

“إلى الشمال من مدينة طرسوس, في بلدة “عَدَنة”, يوجد كهفاً على جبل يبعد ساعتين عن المدينة ومدخله يتجه ناحية الشمال كما أخبر القرآن الكريم”

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه

و كثُيراً ما كانت المناظرات حول هوية أصحاب الكهف وأين ومتى كانوا يعيشون حافزاً للسلطات لكى تجرى المزيد من البحوث بهذا الشأن. وبرغم التعليقات العديدة, فإن أياً من هذه التعليقات لا يعتبر أكيداً؛ ولذلك فإن أسئلة مثل: “في أى فترة عاش هؤلاء الفتية المؤمنون” و” أين الكهف الذي أخبرنا عنه القرآن الكريم” ظلت دون إجابة واضحة.

ورد في سورة “الكهف” العديد من القصص القرآنية العجيبة والمتعددة، منها قصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين، وقصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم واعتزلوا قومهم فآووا إلى أحد الكهوف بوحي من الله، يقول الله سبحانه وتعالى:” وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف، ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا”(1)، ولأهمية هذه القصة وهذا الكهف فقد تم تسمية السورة الكريمة باسمه أي “سورة الكهف”.

وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن علاقة حركة الشمس بهذا الكهف وأن ذلك من آياته في قوله سبحانه وتعالى: “وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا” (2).

الكهف في اللغة هو الغار في الجبل، وهو المغارة الواسعة في الجبل(3)، أما الفجوة فيقال فجوة الدار أي ساحتها (4)، والفجوة أيضا المتسع بين الشيئين(5).
ويذكر ابن كثير () في شرح الآية الكريمة(6): “أن هذا دليل على أن باب هذا الكهف المذكور كان من نحو الشمال، لأنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه (ذات اليمين) أي يتقلص الفيئ يمنة، كما قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة (تزاور) أي تميل وذلك أنها كلما ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لايبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان، ولهذا قال (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) أي تدخل إلى غارهم من شمال بابه وهو من ناحية المشرق فدل على صحة ما قلناه وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب، وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية المشرق لما دخل إليه منها شيء عند الغروب، ولو كان من ناحية القبلة (يقصد الجنوب) لما دخل منها شيء عند الطلوع ولاعند الغروب ولاتزاور الفيئ يمينا ولاشمالا، ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب فتعين ما ذكرناه ولله الحمد، وقال مالك عن زيد بن أسلم تميل (ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه) أي في متسع منه داخلا بحيث لا تصيبهم إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم قاله ابن عباس، (ذلك من آيات الله) حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم.

ويقول الإمام الشوكاني () في تفسير الآية الكريمة(7): ” للمفسرين في تفسير هذه الآية قولان: الأول: أنهم مع كونهم في مكان منفتح انفتاحا واسعا في ظل جميع نهارهم ولا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها لأن الله حجبها عنهم.
والثاني: أن باب الكهف كان مفتوحا جهة الشمال فإذا طلعت الشمس كانت عن يمين الكهف وإذا غربت كانت عن يساره”.

أولا: اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم وأدلة ذلك :
اختلفت الآراء حول موقع ومكان الكهف الذي ارتبط بقصة الفتية المؤمنين المذكورة في القرآن الكريم ضمن سورة الكهف، وقد أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العقود الماضية لبعض الكهوف التي تم اكتشافها بالقرب من عمان بالأردن أو أفسوس بآسيا الصغرى أو حتى في اسكتلندا، وقد رجحت بعض الأدلة التاريخية والأثرية وكذلك انطباق آية طلوع الشمس وغروبها أن الكهف الموجود بجنوب عمان في الأردن أن يكون هو الكهف المذكور في القرآن الكريم.

ففي عام 1963 قامت دائرة الآثار العامة الأردنية بحفريات أثرية تحت إشراف المرحوم رفيق وفا الدجاني في منطقة تسمى “سحاب”،وتقع على بعد حوالي 13 كم جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، وقد استدل علماء الآثار والتاريخ بعدة أدلة ترجح بقوة أن يكون هذا الكهف هو الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، وهذه الأدلة هي:

أ- الدليل التاريخي: من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن حيث زاروا هذا الموقع وعرفوه، ومنهم الواقدي، والصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب وأيضا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف (8).
ب-الدليل الأثري: تم العثور على بناء أثري بني فوق الكهف وهو الذي أشير إليه في قوله تعالى: “فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا”، فقد أثبتت الحفريات عن وجود بنيان فوق هذا الكهف كان معبدا (كنيسة) ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تماما، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء، وقد أتيح لمقدم البحث أن يرى هذا المسجد خلال الزيارة الميدانية للكهف، شكل (1).

وقد تم ترميم المسجد أكثر من مرة وفقا لما هو مدون على الأحجار التي وجدت بداخله، وهي تشير إلى تجديد تم عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية مما يدل على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد لاقتناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم، ومما يؤكد الاهتمام بهذا الموقع وجود مسجد آخر يقع بالجهة القبلية من الكهف وما زال منبر هذا المسجد قائما إلى اليوم وهو مكون من ثلاث درجات ضخمة من الأحجار على يمين المحراب، شكل (2)، وقد عثر بالمسجد على بلاطة تفيد بأن الخليفة الموفق العباسي قد أمر بتجديده.

كما تم العثور على ثمانية قبور بنيت بالصخر أربعة منها يضمها قبو يقع على يمين الداخل للكهف والأربع الأخرى تقع في قبو على يسار الداخل للكهف والمرجح أنها القبور التي دفن فيها الفتية التي ورد ذكرهم في القرآن، شكل (3)، وفي المنطقة الواقعة بين القبوين في الجزء الأول من الكهف تم العثور على جمجة لكلب وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوى على جمجمة الكلب إلى جانب بعض قطع من النقود التي كانوا يستعملونها ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز وبعض الأواني الفخارية، شكل (4).

ج- الدليل الجيولوجي: يؤكد المهندس الجيولوجي ناظم الكيلاني(9) من خلال فحوصاته المختبرية على أن تربة الكهف ومنطقة الرقيم تساعدان على صيانة الجسم، ويذكر أن هذه التربة تتكون من الكاربوهيدرات والكالسيوم والمغنسيوم إضافة إلى حفريات النباتات والحيوانات المشبعة بالراديوم، وهذه المواد توجد في معادن اليورانيوم والثوريوم المشعة

قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه
قصة اصحاب الكهف كامله مكتوبه
0

دوره مقدماتی php

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *